جعل الله العلم نوراً يستضاء به في دروب الحياة ، فجعله فريضة ، وألزم طالبه بأمور عديدة منها : احترام معلمة الذي ينير له دربه ، ويوضح له أمور دينه ودنياه ، ويكون له قدوة حسنة يقتدي بها ، ومن ثم ألزم المعلم أن يتحلى بالأخلاق الحسنة التي تليق به ، وتجعل له رهبه من غير خوف ، فأمره بالتواضع ، والبعد عن العجب قال عليه الصلاة والسلام : ( كفى بالمرء جهلاً إذا أعجب برأيه ) لأن التواضع يقرب الناس إليك ، ويدنيهم منك ، عكس المعجب الذي ينفر من حوله الناس ، ولما له من نقص ينافي الفضل قال صلى الله عليه وسلم : ( إن العجب ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) ثم أمره أن يكون عالماً بما يقول ، ولا عيب أن يجهل بعض العلم فإن سئل قال : لا أدري . روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن أي البقاع خير ؟ وأي البقاع شر ؟ فقال : لا أدري حتى أسئل جبريل .فمن قال لا أدري علم فدرى قال تعالى { وفوق كل ذي علم عليم } وفسر معنى الآية الكريمة بأن مراتب معرفة العلوم تتدرج تصاعدياً حتى تنتهي إلى الله عز وجل ، والعلم بحر لا شاطئ له ، فالسؤال عنه واجب ، ولا يدرك إلا به والتبحر في بحرة مفيدة ، ومن نهل منه لا يشبع قال عيسى بن مريم عليهما السلام : ( يا صاحب العلم تعلم ما جهلت وعلم الجهال ما علمت ) وجاء في الذكر الحكيم { إنما يخشى الله من عباده العلماء } فمن زهد فيه وقنع بما عنده كان للجهل أقرب ، وهو أفضل من العمل لمن جهل ، والعمل أفضل من العلم لمن علم ، فالعمل بالعلم من الواجبات التي يجب على المعلم حث النفس عليها والتحلي بها ، وفسر قتادة رحمة الله قوله تعالى { وإنه لذو علم لما علمناه } أي أنه عامل بما علم ، وجاء عنه عليه الصلاة والسلام : ( ويل لجماع القول ، ويل للمصرين ) والمقصود بذلك من يسمع ويتعلم العلم ولا يعمل به ، فالعالم ذو فضل على الخلق حتى يوم البعث ، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يبعث العالم والعابد فيقال للعابد : أدخل الجنة ، ويقال للعالم : اتئد حتى تشفع للناس ) ومن أخلاق المعلم أن لا يبخل بعلمه على أحد طلب منه أن يعلمه قال تعالى { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه } وقولة { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( من كتم علماً يحسنه . ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار ) ومن علم أخاه المسلم فكأنما تصدق عليه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تصدقوا على أخيكم بعلم يرشده ، ورأي يسدده ) وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : ( تعلموا وعلموا فإن أجر العالم والمتعلم سواء . قيل : وما أجرهما ؟ قال : مائة مغفرة ، ومائة درجه في الجنة ) ومن علم علماً يبتغي به وجه الله كان له نفعان أولهما : ثواب الله تعالى ، وثانيهما : زيادة العلم وإتقان الحفظ ، فمن علم علمه تعلم علم غيرة ، ومن الأخلاق التي يجب على المعلم التحلي بها نزاهة النفس ، والقناعة ، وأن يقصد به وجه الله تعالى { ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً } وقال عليه الصلاة والسلام : ( أجر المعلم كأجر الصائم القائم ) مع الأخذ في الحسبان الرفق في التعليم ، وتسهيل السبل لطالبه ، وإعانته على طلب العلم جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لعلي كرم الله وجهه : ( يا علي : لأن يهدي الله بك رجلاً خير مما طلعت عليه الشمس ) فالمعلم هو القدوة الحسنة لطلبته ، ومجتمعه لذا وجب عليه التحلي بالصفات الحميدة ، والأخلاق الكريمة .
والاستفاده منهم
you are the best one with my best whishes
يا صاحب العلم تعلم ما جهلت وعلم الجهال ما علمت
كلمات رائعه
يارب نكون قد الأمانه التي كلفنا بها
دمتي بود غاليتي
محبتكم
اريج تيرو[align=center][/align]
[/align]