رأس السنة الهجرية :
إن هذا اليوم وليلته كغيره من الأيام والليالي لا يجوز فيها تخصيص شيء مالم يخصصه الله ورسوله وأن تخصيصه بمالم يرد فيه دليل ثابت من الكتاب والسنة خطأ والخطأ الأكبر عندَ التعبد لله بهذا فأي عبادة وجد سببها في وقت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يفعلها ، ففعلها بدعة محدثة ولا يعتذر عن ذلك بقول بعضهم عند فعل البدع : ( إنما أردنا التقرب إلى الله بعبادته (فإن الله تعالى بعث إلينا نبياً يعلمنا ويدلنا على ما يحبه ويرضاه من العبادات والأعمال الصالحة وهذه البدع وإن بدت صغيرة في نظر بعضنا لكن معظم النار من مستصغر الشرر وهذا حال بعض البدع تبدأ صغيرة وهينة فتكبر وتصبح شعيرة وشريعة فسد هذا الباب أولى قال الإمام البربهاري : ( واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها ) ويقول : (واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع يعود حتى يصير كبيرا ، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت دينا يدان بها فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام ) [شرح السنة : ص61] .
ومن المعلوم أن الحق المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن حصره ومعرفته بالأدلة الثابتة من الكتاب والسنة أما محدثات الأمور فهي كثيرة لا تحصى ناهيك على تغيرها وزيادتها مع مر العصور وعبر الأزمنة والأعوام فمنها على سبيل ضرب المثال لا الحصر :
1- تخصيص آخر العام أو أوله بعبادة معينة:
أ- كتخصيصه بما يسمى دعاء نهاية العام وبدايته .
ب- تخصيص نهاية العام وبدايته بالصوم .
ت- تخصيص أول العام الهجري بعمرة .
ث- ختم السنة بالاستغفار أو الأعمال الصالحة في آخر يومٍ منها .
ج- تعظيم آخر جمعة من السنة بالاستغفار أو الدعاء.
ح- اعتقاد أن هناك صحائف لأعمال الإنسان تطوى في آخر السنة.
خ- أمر الناس وحثهم على محاسبة أنفسهم في آخر السنة.
د- طلب المسامحة والعفو من الآخرين .
وإنما كانت هذه الأمور من البدع لأن الشارع لم يجعل نهاية السنة ميداناً لمحاسبة النفس ولطلب التسامح فالمسلم مأمور بذلك في كل وقت , ولم يثبت فضيلة للاستغفار أو الدعاء أو الأعمال الصالحة في آخر يوم أو جمعة من السنة,ولم يثبت أيضاً أن صحائف الأعمال الصالحة تطوى نهاية السنة فصحائف العبد تطوى بموته وباب التوبة مفتوح أمامه مالم يغرغر أي تبلغ روحه الحلقوم .
2- إحداث عيد لدخول العام الهجري الجديد واعتياد التهاني بدخوله قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ( فالتهنئة بالعام الجديد لا نعلم لها أصلا عن السلف الصالح ،ولا أعلم شيئا من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على مشروعيتها) [ فتاوى نور على الدرب ] وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( ليس من السنة أن نحدث عيدا لدخول العام الهجري أو نعتاد التهاني ببلوغه فليس الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد منها في طاعة مولاه ) [الضياء اللامع ] .
3- الاحتفال بمناسبة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وإقامة الخطب والندوات والموالد بمناسبة الهجرة النبوية وروايتهم لأحاديث غير صحيحة كحديث عنكبوت الغار والحمامتين وقصة استقبال النبي صلى الله عليه وسلم بالدفوف عندما هاجر إلى المدينة .
4- تخصيص هذا اليوم بمأكولات معينة وملبوسات معينة يعتقدون أو كما يقولون يتأملون من خلالها حصول خير أودفع شر وأن هذا من الطيرة والتشاؤم التي نهى عنها الشرع ومن ذلك :
أ- شرب الحليب في صباح اليوم الأول من العام وذلك لصفاء القلوب .
ب- أكل الملوخية في غداء أول يوم لجلب الخير ولتكون حياتهم خضراء نقية .
ت- افتراش السجاد الأخضر حتى تكون سنتهم سنة ربيع .
ث- لبس الملابس البيضاء تفاؤلا أن تكون حياتهم بيضاء لا كدر فيها.
ج- اجتناب شراء الفحم في أول يوم من السنة .
وختاماً: فهذه كلمات وجيزة ومن أرادت زيادة بيان وتوضيح فأمامها العلماء وكتبهم فلترجع إليهم والله أسأل أن يفقهنا وإخواننا في الدين وأن يجعلنا ممن أخلص العبادة له وحده ، واتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجتنب المعاصي والمحدثات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
إن هذا اليوم وليلته كغيره من الأيام والليالي لا يجوز فيها تخصيص شيء مالم يخصصه الله ورسوله وأن تخصيصه بمالم يرد فيه دليل ثابت من الكتاب والسنة خطأ والخطأ الأكبر عندَ التعبد لله بهذا فأي عبادة وجد سببها في وقت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يفعلها ، ففعلها بدعة محدثة ولا يعتذر عن ذلك بقول بعضهم عند فعل البدع : ( إنما أردنا التقرب إلى الله بعبادته (فإن الله تعالى بعث إلينا نبياً يعلمنا ويدلنا على ما يحبه ويرضاه من العبادات والأعمال الصالحة وهذه البدع وإن بدت صغيرة في نظر بعضنا لكن معظم النار من مستصغر الشرر وهذا حال بعض البدع تبدأ صغيرة وهينة فتكبر وتصبح شعيرة وشريعة فسد هذا الباب أولى قال الإمام البربهاري : ( واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها ) ويقول : (واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع يعود حتى يصير كبيرا ، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت دينا يدان بها فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام ) [شرح السنة : ص61] .
ومن المعلوم أن الحق المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن حصره ومعرفته بالأدلة الثابتة من الكتاب والسنة أما محدثات الأمور فهي كثيرة لا تحصى ناهيك على تغيرها وزيادتها مع مر العصور وعبر الأزمنة والأعوام فمنها على سبيل ضرب المثال لا الحصر :
1- تخصيص آخر العام أو أوله بعبادة معينة:
أ- كتخصيصه بما يسمى دعاء نهاية العام وبدايته .
ب- تخصيص نهاية العام وبدايته بالصوم .
ت- تخصيص أول العام الهجري بعمرة .
ث- ختم السنة بالاستغفار أو الأعمال الصالحة في آخر يومٍ منها .
ج- تعظيم آخر جمعة من السنة بالاستغفار أو الدعاء.
ح- اعتقاد أن هناك صحائف لأعمال الإنسان تطوى في آخر السنة.
خ- أمر الناس وحثهم على محاسبة أنفسهم في آخر السنة.
د- طلب المسامحة والعفو من الآخرين .
وإنما كانت هذه الأمور من البدع لأن الشارع لم يجعل نهاية السنة ميداناً لمحاسبة النفس ولطلب التسامح فالمسلم مأمور بذلك في كل وقت , ولم يثبت فضيلة للاستغفار أو الدعاء أو الأعمال الصالحة في آخر يوم أو جمعة من السنة,ولم يثبت أيضاً أن صحائف الأعمال الصالحة تطوى نهاية السنة فصحائف العبد تطوى بموته وباب التوبة مفتوح أمامه مالم يغرغر أي تبلغ روحه الحلقوم .
2- إحداث عيد لدخول العام الهجري الجديد واعتياد التهاني بدخوله قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ( فالتهنئة بالعام الجديد لا نعلم لها أصلا عن السلف الصالح ،ولا أعلم شيئا من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على مشروعيتها) [ فتاوى نور على الدرب ] وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( ليس من السنة أن نحدث عيدا لدخول العام الهجري أو نعتاد التهاني ببلوغه فليس الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد منها في طاعة مولاه ) [الضياء اللامع ] .
3- الاحتفال بمناسبة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وإقامة الخطب والندوات والموالد بمناسبة الهجرة النبوية وروايتهم لأحاديث غير صحيحة كحديث عنكبوت الغار والحمامتين وقصة استقبال النبي صلى الله عليه وسلم بالدفوف عندما هاجر إلى المدينة .
4- تخصيص هذا اليوم بمأكولات معينة وملبوسات معينة يعتقدون أو كما يقولون يتأملون من خلالها حصول خير أودفع شر وأن هذا من الطيرة والتشاؤم التي نهى عنها الشرع ومن ذلك :
أ- شرب الحليب في صباح اليوم الأول من العام وذلك لصفاء القلوب .
ب- أكل الملوخية في غداء أول يوم لجلب الخير ولتكون حياتهم خضراء نقية .
ت- افتراش السجاد الأخضر حتى تكون سنتهم سنة ربيع .
ث- لبس الملابس البيضاء تفاؤلا أن تكون حياتهم بيضاء لا كدر فيها.
ج- اجتناب شراء الفحم في أول يوم من السنة .
وختاماً: فهذه كلمات وجيزة ومن أرادت زيادة بيان وتوضيح فأمامها العلماء وكتبهم فلترجع إليهم والله أسأل أن يفقهنا وإخواننا في الدين وأن يجعلنا ممن أخلص العبادة له وحده ، واتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجتنب المعاصي والمحدثات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .