أن المُشرِفة التربوية وبالأخص مشرفة الإدارة المدرسية تعدُّ خبيرة تربويًّة تَمَّ اختيارُها بعنايةٍ بالغة، وأن مهمَّتها الأساسية هي تطوير أداء مديرات المدارس( القيادات التربوية).
كما أن أكبرَ وأهمَّ مشكلات القيادات تكمن في العزوف عن الإدارة المدرسية والعمل كمديرة مدرسة ، مما ادى الى ترشيح قيادات ناقصات في الخبرة كقيادات وعدم تأهيلِهم مع نقصِ التدريب المخطَّط له على رأس العمل – أدَّى إلى انخفاضٍ واضحٍ في الجوانب الفنية والإدارية لأداء القيادات.
واقع الإشراف الإداري لا يَخفَى على العاملين في الميدان التربوي، فهنالك جانب نظري – متميز- لمهام وأدوار المُشرِفة الإدارية، تتلخَّص في النهوض بالتربية، والتخطيط التربوي، وتنمية أداء القيادات.
والواقع أن ما يَحدُث من ممارساتٍ في الإشراف الإداري بعيدة كل البعد عن أدبيات الإشراف التربوي ونظرياته المختلفة التي تُعنَى بتطوير القيادات, إذ تجد أن كثيرًا من المشرفات الإداريات بعيدات عن ممارسة دَوْرهن الرئيسي؛ لينشغلن بأدوارٍ جانبية هامشية لأقسام اخرى كإحصائيات , وميزانية , وتخطيط , وتدريب ، وغيره مما لا يعود على عملهن بالفائدة المرجوَّة.
وجزءٌ من هذه المشكلة ايضاً هو بسبب النظام المعمول به حاليًّا؛ من كون المُشرِفة الإدارية مكلفة بمتابعة انضباط الدوام الرسمي للطالبات والمعلمات في المدارس ,مما تبعِدها – بشكل كبير – عن مهامها ومسؤولياتها التي تحتاجها القيادات.
وهذا أدَّى إلى أن يتحوَّل جزءٌ كبيرٌ من أعمال الإشراف الإداري لمتابعةِ أعمال الطوارئ اليومية التي تحدثُ في المدارس؛ بسببِ سوءِ التنظيم الإداري داخل المدرسة أحيانًا، وأحيانًا أخرى لافتقادِ التخطيط الإستراتيجي على مستوى الإدارات العامة في المناطق والوزارة.
وجزء من المشكلة مرتبطٌة بالتداخل بين تلك الإدارات، وازدواجية العمل فيما بينها، ومرات أخرى لفقد التنسيق والتواصُل فيما بينها.
ويبدو أن عدم التوافق ذلك من أعلى الهرم التربوي إلى أدناه لوظيفة المدرسة التي يتم التنظير لها بشكل يختلف عن التطبيق العملي اليومي – قد أحدث نوعًا من الازدواجية في الشخصية التربوية للمدرسة وللعاملين في الميدان التربوي؛ فنحن نتحدَّث عن شيء، ونخطِّط لشيء آخر، ونمارس شيئًا ثالثًا في عملنا اليومي؛ حتى سَيْطَر على جميعِ أعمالِنا مفهومُ الإدارة بالطوارئ؛مما أَلْقَى بظلالِه على دَوْر الإشراف التربوي؛ كونه الواسطةَ بين المدرسة من جهةٍ، وبين الإدارات العليا من جهة أخرى.
ان الخلل في وظيفة المُشرِفة التربوية عموماً, والمشرفة الإدارية على وجه الخصوص يَعُودُ لغياب الوصف الوظيفي الدقيق والواضح لمهامِّ المشرفة التربوية؛ مما أدَّى لجعل دَوْرها في الميدان التربوي في نظر الإدارة العليا “مرنًا”؛ بحيث أصبح كلُّ أمرٍ طارئ يُمكِن أن يُسنَد إلى مُشرِفة الإدارة المدرسية بشكل تلقائي؛ مما أدَّى لانشغال مشرفة الإدارة المدرسية بالأعباء الإدارية المتنوعة والتي لا تنتهي .
*فوائد تعمل عليها مشرفة الإدارة المدرسية تعزز دور القيادات مهنياً :
1- النهوض بالقيادات في المدرسة وَفْق الزيارة الإشرافية من خلال ملاحظة طريقة أداء المديرة لمهامها، ومساعدتها على تحسين مستوى أدائها بشكل مباشر.
2- تخفيف الضغط على مديرات المدارس؛ حيث تخفف عنهم أعباء الزيارات الفنية، والتخطيط لتطوير وتدريب المعلمات، كما ترفع عنهم ازدواجية وجهات النظر بين مشرفات مختلفات في وجهات نظرهن حول جوانب تنمية المعلمات، وتلك الاختلافات ناتجةٌ عن اختلاف تخصصاتهن من جهة، وشخصياتهن من جهة أخرى.
3- توحيدِ جهد مشرفة الإدارة المدرسية، وتركيزها على مجموعة محدَّدة؛ مما يُعطِي مجالاً أكبر لعملياتِ التخطيط والتطوير والتدريب الفعَّال.
4- الرفع عن القيادات عبءَ الأعمال الإدارية، والإشراف على تقسيم الأعمال على الإداريات في المدرسة وتكليف مديرة المدرسة بالجانب الإشرافي وتفعيل دورها كمشرفة مقيمة وليست كاتبة او ناسخة.
5- قد نحتاجُ للتذكير مرةً أخرى أن مديرَة المدرسة هي صاحبة جميع الصلاحيات الإدارية في المدرسة، وهي المسؤولة الأوَّلى من الناحية الإدارية، ومشرفة الإدارة المدرسية هي مسؤولة فقط عن الجوانب الفنية في أداء القيادات وتطويرهن وتدريبهن.
6- تكلَّف مشرفة الإدارة المدرسية بعشر مدارس فقط تشرف فيها على جميع الهيئة الإدارية والتدريسية.
7- تكون مهمَّة مُشْرِفة الإدارة المدرسية مركَّزةً في الجانب الفني لأداء القيادات، وإكسابهن المهارات، وتطوير أدائهن.
8- عمل برامج تدريبية تخطِّط لها مشرفة الادارة المدرسية وعمل زيارات لتبادل الخبرات.
9- عقد حلقات نقاش في كلَّ أسبوعٍ بين مشرفات الإدارة المدرسية, لتبادل الخبرات والمشكلات التي تقابلهن، وأفضل الطرق لحلها،وتتعاون على تصميم خطط عمل لتنمية مهارات القيادات، والاستفادة من الخبرات ،ودراسة المشاريع والبرامج الوزارية.
نتمنى أن ينال موضوعنا اعجابكم و ان كان لديكم اضافات ، ردود أو استفسارات نتمنى لو تشاركونا بها من خلال الردو